الدليمي - نْطاع

تركة / عبدالهادي بن ملفي الدليمي


- عبدالهادي بن ملفي الدليمي
- تركة عبدالهادي بن ملفي الدليمي
    1-1: ملفي بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي
تركة ملفي بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي
    1) مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- ثروة مضحي
- زوجات مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- ترِكة مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
1) ملفي بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
2) ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
3) مريم بنت مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
4) لولوه بنت مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
5) عبدالله بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
6) نوره بنت مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- "قصر مضحي" وممتلكاته بعد وفاته
    2) شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- تركة شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
أولاً: غنيمه بنت شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- وفاة غنيمه بنت شريان الدليمي
ثانياً: هيا بنت شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
ثالثاً: أحمد بن شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي وتركته
الأولى: لولوه بنت أحمد بن شريان بن ملفي الدليمي
الثانية: حصه بنت أحمد بن شريان بن ملفي الدليمي
    3) ثنيان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
- تركة إبراهيم بن ثنيان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
    4) سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي وابنه برجس
- برجس بن سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
    5) عبدالله بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
    1-2: محمد بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي

الدليمي في بلدة نْطاع:

تقول غنيمه بنت شريان الدليمي بأنها عندما كانت في الرابعة من العمر أي في السنوات 1850م/1266هـ، كان "عمها ثنيان" يغني لها وللبنات الصغيرات عند البئر ببلدة نطاع. إذ يقمن البنات بترديد هذه الأهزوجة معه (وهي من التراث) إذ تقول:

حدِيده بنت ماوِّيه عليها صوَغ جدتهـا
أبوها ساكن البدع وأمها شيخة النْعيَريه

(سمعناها أيضاً: حديده بنت ماوِّيه عليها صوغ (من) الذهب)

*الأسطورة تقول بأن "حديده بنت ماوِّيه" هي من الجن. و"البدع والنعيريه" منطقتان بشمال شرق السعودية بالقرب من بلدة نْطاع.

كما كانت غنيمه تتغنى بأغنية أخرى عند بئر الماء مفادها "يا نْطاع يا ديره يا صغيره.."

ولديها قصيدة يُذكر منها بيت مفاده: "يا وَجـْدي.. على من خلّى نْطاع واَهَلَه" (وجدي تعني حسرتي. وخَلّى تعني ترك).

وكانت المطوعه وضحه بنت فهد بن سلمان الملقبة بـ"أمنا وضحه" والتي توفيت رحمها الله سنة 1964م/1383هـ بالزبير، تتردد بأهزوجة مع الأطفال إذ كانت تقول:

هلا من فارق الديره
وشاف نطاع ونخيله
وهلا من فارق الديره
وخلّى نطاع ونخيله


وتذكر العمه/ مريم بنت عبدالكريم بن مبارك الدليمي أنه في السنوات 1970م/1389هـ، قام 3 رجال من بلدة نطاع بزيارة منزل زوجها مبارك بن سعود الدليمي في منطقة الرميثية بالكويت وطلبوا مقابلة الأجداد سعود وأخيه عبدالكريم أبناء مبارك الدليمي رحمهم الله وهم أحفاد غنيمة بنت شريان الدليمي وقاموا بتوقيعهم على ورقة خاصة بالبلدية لها علاقة بموقع من مواقع أسرة الدليمي في بلدة نطاع. يقال بأن الموقع إما لبيت خاص بعائلة الدليمي بانطاع أو بشق طريق يمر بجبل اسمه "جبل غَنْمه" و"غَنمه" تصغير اسم غنيمه، ويقال بأن الجبل سُمي على غنيمه بنت شريان الدليمي.

يذكر مضحي بن عبدالهادي بن ناصر الدليمي من خلال مقابلة معه بتاريخ 24-12-2013م/20-2-1435هـ بأنه زار بلدة نطاع عام 1965م/1384هـ ولقد عثر على بيت أسرة الدليمي التي تركت نطاع متجهة إلى الكويت ومن ثم الزبير. ولقد كانت آثار البيت موجودة وكان مغطى بالرمل. واليوم تم بناء منزل عليه.


عبدالهادي بن ملفي الدليمي:

هو عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي.

في عام 1600م/1009هـ، نزح جده الأول من إقليم الخرج إلى بلدة نْطاع جنوب منطقة النعيريه شمال شرق شبه الجزيرة العربية.

وُلد عبدالهادي في بلدة نطاع ولديه ولدان، وقد وُلدا في بلدة نطاع أيضاً، هما: 1) ملفي و2) محمد.

يذكر مضحي بن عبدالهادي بن ناصر الدليمي من خلال مقابلة معه بتاريخ 24-2-14-2014م/20-2-1435هـ بأنه زار بلدة نطاع عام 1965م/1384هـ ولقد عثر على بيت أسرة الدليمي التي تركت نطاع متجهة إلى الكويت ومن ثم الزبير. ولقد كانت آثار البيت موجودة وكان مغطى بالرمل. واليوم تم بناء منزل عليه.

تركة عبدالهادي بن ملفي الدليمي:

1-1: ملفي بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي

تزوج ملفي من امرأتين: الأولى اسمها بَتْله الصالح (وجمعهم الصُوالح، وهم من أهل نجد.) وأنجبت مضحي وعبدالله وبنت (يقال أنها تزوجت من أمير بلدة نْطاع آنذاك). أما الأخرى فلا نعرف اسمها ولكن يقال بأنها من بني حسين من قبيلة ظفير وكانت عائلتها متواجدة ببلدة أو بر نطاع وأنجبت شْرَيّان وثنيان وسيَحان.

وعلى هذا نقول بأن لدى ملفي خمسة أبناء هم: 1) مضْحي، 2) شْرَيّان، 3) ثنيان، 4) سيَحان، و5) عبدالله.

تركة ملفي بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي:

1) مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي:

هو الابن الأكبر لملفي بن عبدالهادي الدليمي ووالدته بَتْله الصالح (وجمعهم الصُوالح، وهم من أهل نجد).

كان رجلاً ذا شأن وصيت. عُرِفت تركته وأصبح صيت عائلته من صيته، وسمعة العائلة وتركة عبدالهادي بدأت منه.

ثروة مضحي:

يَذكر ناصر بن حمود الردهان رحمه الله بأن مضحي "هو من ولادة الفنطاس أصلاً ومن ثم رحل عنها". وأثناء تواجده بالفنطاس، تزوج من امرأة من أهل الفنطاس ورحل معها إلى منطقة الزبير.

وأثناء تواجده بالزبير، كان برحلة هو وصديقه إلى البصرة القديمة والتي تسمى البُصَيره قديماً. كان يوجد هناك موقع أثري يدعى "الخَربه"ويقع شرق الزبير. و"الخَربه" أي "الخرابه" هي المنطقة القديمة المهجورة. ومن خلال هذا الموقع، كان الناس يستخدمون الصخر/الحجر الأثري القديم لبناء منازلهم. وهذا الموقع معروف بمقتنياته الأثرية التابعة لحضارة البرامكة التي كانت منتشرة بجنوب العراق.

عثر مضحي على قنينة قديمة بها نقود (جنيهات) من الذهب وباعها ومنها تكونت ثروته فقرر الاستقرار بالمنطقة، وتدريجياً انضم له إخوته وعائلاتهم من بلدة نطاع إلى بر الزبير ومن ثم إلى بلدة الزبير.

ومن هذا المال الوفير، اشترى بالبداية مزرعة في بر "بْرابر" الواقع جنوب منطقة الناصرية. وبعدها ترك المكان وقام ببناء قصرٍ له في منطقة صحراوية تسمى "الرافْضيَّه" وتقع "جنوب قصبة الزبير بمقدار ميلين بالقرب من منطقة سفوان الواقعة بين الحدود الكويتية العراقية. و"الرافضيه" هي محل مغروس بشجر الأثل والنخيل وقد أصبح المحل مهجوراً وكان مشتى لكبار رجال البصرة، ولا تزال آثار القصور القديمة باقية فيه" (المصدر: مجلة العرب). ومن القصور التي كانت تقع بالقرب من قصر مضحي هو "قصر النقيب" المشهور وكان يملكه سيد طالب النقيب (1871-1929م/1287-1347هـ).

بنى مضحي له قصراً بالمنطقة، إذ عُرف لاحقاً بـ"قصر مضحي" ولا تزال آثاره موجودة إلى هذا اليوم. ويذكر عبدالخالق بن عبدالحميد البسام (بوعامر) بأنه زار "قصر مضحي" عام 1993م/1413هـ ومازالت آثاره باقية وقام برؤيته من الداخل. ويقول بأن القصر يقع خلف محطة بنزين يطلق عليها "شِيشَة مضحي".

ويَذْكر أكثر من شاهد عيان بأن القصر كان مرفأ لإبل "مضحي" وقطيعهم وحلالهم وكان به وفرة من الخدم. وكان بالقصر 24 مربطاً للخيل. ويروي عبدالخالق بن عبدالحميد البسام، الذي تملك أسرته قصراً ببر القريَطيات بالزبير، بأن "قصر مضحي" به أكثر من 20 مربطاً ومعلفاً للخيل.

بُني القصر على أرضٍ تسمى "الحُلوه" نسبة إلى مائها العذب. واشتهرت "الحلوه" بالبساتين والشجر المثمر والنخيل والتين والعنب وغيره.

يَذكر سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (1880-1975م/1297-1394هـ) رحمه الله بأن أرض "الحلوه" كان ماؤها زُلالاً، وكان يُزرع بها العنب والبرتقال والفاكهة بأنواعها.

يقول الشاعر/ ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي رحمه الله مادحاً قصر والده بالرافضيه:

قام مضحي بتخضير منطقة الرافضية وزرعها بشجر الأثل وغيره وتحويل أراض كثيرة بها من منطقة صحراوية إلى مناطق زراعية جميلة يتردد عليها الناس ويُخيِّمون بها في موسم الربيع "مَكْشت".

عُرف "قصر مضحي" بإسم: "قصر الرافضيه" أو "قصر الحلوه".

اشتهر مضحي بالطيب والكرم وكان بمثابة "شيخ" يذهب من بر الرافضيه إلى البصرة يومياً وبصحبته 13 رجلاً. وكان قصره ملفا للزائرين والمحتاجين، وكان يملك 90 بئر نخل بالبصرة. وطبقاً لحسابات أهل البصرة، فإن البئر الواحد يغذي 100 نخلة. أي أن مضحي كان يملك قرابة 9000 نخلة (الراوي سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (1880-1975م/1297-1394هـ). كما كان مضحي يملك لا يقل عن 10 بيوت بالزبير.

يذكر/ محمد بن سعود الحميدان وهو من حي الكوت بالزبير وموجود بالكويت وعمره اليوم 92 سنة بأن مضحي كان "شيخ".

كما يذكر عبدالحميد بن عبدالمحسن البسام رحمه الله أن مضحي كان رجلاً ذا صيت ولقد أتى من بلدته وكوّن ثروته من بد إخوانه.

ولقد زار "قصر مضحي" شخصيات عديدة منها الشيخ مبارك الكبير "مبارك الصباح" الملقب بأسد الجزيرة (1844-1915م/1259-1333هـ) والملك فيصل الأول (1883- 1933م/1248-1351هـ) وغيرهما.

عندما تولى الشيخ مبارك الصباح المهام العسكرية في بادية الكويت تحت حكم أخيه الأكبر الشيخ عبد الله بن صباح الصباح حتى وفاته عام 1892م/1309هـ، كان يخيم في منطقة سفوان (شمال الكويت). في وقتها، كان مضحي يرسل لهم الطحين واللبن والخرفان. فسأل الشيخ "من هذا الرجل"؟، فكان معه أشخاص من أهل الفنطاس فأجابوه "هذا مضحي الدليمي وهو من أهل الفنطاس"، فقال الشيخ "هذا ولدنا". ومن هنا بدأت المعرفة بين الشيخ مبارك ومضحي ومنها تطورت العلاقة حتى أن وصلت مع عائلة النقيب والشيخ خزعل (شيخ المْحَمّرة) والإبراهيم والتجار وغيرهم ممن كانوا يزورون الشيخ.

وبعد تولي الشيخ مبارك مقاليد الحكم بالكويت (1896-1915م/1318-1334هـ) قام بعض الأشخاص بالسطو على قصر مضحي وسرقوا كل أغنامه وحلاله فاشتكى مضحي للشيخ مبارك وقال له بأن أشخاص سرقوا 400 رأس غنم منه والحلال موجود بمنطقة الجهراء. وبعد استعلام الشيخ أمر باسترجاع الأغنام لمضحي كما أمر بالقبض على السارق ووضعه بالسجن.

ويذكر الوالد/ عبدالله بن سعود الدليمي نقلاً عن العم/ مشاري بن عبدالله بن محمد الروضان (1877-1967م/1294-1386هـ) رحمه الله أن الشيخ مبارك الصباح قال: "من يَزْبن على قصر مضحي فهو دِخِيل"، أي في مأمن. (يَزْبن تعني يَحتمي أو يَلفي).

يذكر عْمّر العامر آل علي الدوسري- رحمه الله- وهو خال عبدالله بن سعود الدليمي بأنه كان لديه تسعة بعارين (جِمال) واتفق مع حمد بن عبدالعزيز البحيري وعبدالله المنِيف (أو المنيفي) وعثمان النصار وكلهم أقوياء وأصحاء البدن ولديهم بعارين أيضاً للقيام بنقل حجاجٍ من أسرتي المهيَدب (وكلاء الرز) والمزروع (رجال ونساء)، وكانت نقطة التجمع عند "قصر مضحي". حينها نظرت سلمى زوجة مضحي من الرِجيبه (أي المرقاب) لرؤية الماره، فذهبت إليهم وقالت: "من أتى لقصر مضحي فلابد أن يُضَيّف"، فقالوا لها إنهم كثيرون، فقالت "عساكم أن تكونوا ألف شخص، فهذا لا يمنع. ما عليكم إلا الجلوس وانتظار أكلكم حتى يأتيكم". وهذا دليل على كرم بيت مضحي بن ملفي الدليمي. وكانت سلمى زوجة مضحي تْقلِّط (أي تُكرِم) الضيف في حال عدم وجود زوجها بالقصر، لأنه كان يذهب للبصرة يومياً.

وبالإضافة إلى كرمه وطيبه، كان مضحي رحمه الله شاعراً ومتذوقاً للفن وعازفاً ماهراً لآلة الربابه. وكانت الناس تستمتع بالجلوس معه وذلك للاستماع إلى شعره وعزفه على الربابه.

كانت ومازالت عائلة الدليمي تربطهم علاقة قويه مع عائلة الروضان الكريمة بالكويت. وكانت عائلة الروضان تملك نخيلاً وتجارة بالبصرة. فقبل ذهابهم لمزارعهم بالبصرة، جرت العادة أن يتوقفوا بطريقهم عند "قصر مضحي" لرؤيته والجلوس معه إذ كانوا يحبون مجلسه وشعره وعزفه على الربابه.

شاعر من قبيلة "عتيبه" كان يعمل لدى عائلة الروضان كتب قصيدة جميلة يذكر فيها "قصر مضحي" وكرم "بوملفي" وطيب مجلسه. يوجّه الشاعر العتيبي كلامه لمشاري الروضان "بوروضان"، إذ تقول القصيدة:

شرح الأسماء ومعاني الكلمات:

*"بوروضان" هو مشاري بن عبدالله بن محمد الروضان (1877-1967م/1294-1386هـ) رحمه الله. بوملفي: مضحي بن ملفي الدليمي "قصر مضحي"*الوبل غدران: الماء كالغدير أو المطر الغزير. *جْنُوب خرفان: أجناب الخروف وهي كناية على كرم الضيف.* سهلٍ جنابه: سهل النفس.*چاسيٍ: كاسيٍ أي يكسو (من الكساء)

زوجات مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي:

تزوج مضحي من امرأتين: الأولى كانت من امرأة اسمها "عُظْمىَ" وكانت بدوية من قبيلة ظفير، وتزوجها في "سِنْة الهَلكه" (1868-1871م/1285–1288هـ) (تسمى سِنْة الهَيلَق أيضاً)، وأنجبت له ولداً واحداً وهو "ملفي". وبعد طلاقه منها، تزوجت " عُظْمىَ" أحمد الغريب" بالزبير (الغريب أهل نجد) وأنجبت جاسم. وأبناء جاسم الغريب هم أحمد وعبدالله ومريم. وبعد وفاة جاسم الغريب، تزوجها شخص من عائلة الردهان (من أهل الفنطاس بالكويت) وأنجبت بنت وأولاد. أما بنت الردهان فقد تزوجها عبدالله بن جاسم الغريب ولم يرزقه الله بذرية.

وهذا يجعل ملفي بن مضحي الدليمي وأبناء أحمد الغريب والردهان إخوة على الأم.

أما زوجته الثانية، فكانت من ابنة عمه سلمى بنت محمد بن عبدالهادي الدليمي التي اشتهرت بالشجاعة والشعر والكرم كما شرحنا عنها سابقاً. وكانت رحمها الله تحل محل زوجها في استقبال الناس وتُضيِّفهم. وكانت "أم ناصر" تدعم الرجال في الحروب والغزوات (نقلا عن عْمَر علي العامر آل علي الدوسري رحمه الله).

أنجبت سلمى من مضحي ولدين و3 بنات، وهم بالترتيب: 1) ناصر، 2) مريم، 3) لولوه و4) عبدالله و5) نوره.

وعلى هذا فإن إجمالي عدد أولاد مضحي هم (6): 3 أولاد و3 بنات، وهم بالترتيب: 1) ملفي، 2) ناصر، 3) مريم، 4) لولوه و5) عبدالله و6) نوره.

ترِكة مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي:

1) ملفي بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

هو أكبر سِناً من عبدالكريم بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (1875-1983م/1291-1403هـ).

تزوج ملفي بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي من امرأتين: الأولى كانت شريفه بنت مبارك بن عبدالعزيز الدليمي، وبعد طلاقها، تزوج من امرأته الثانية وهي مريم بنت عبدالعزيز المانع وأنجبت له ولدين و3 بنات وهم بالترتيب: 1) عبدالمحسن وابنه يوسف (زوجته بنت الحنيف ولديه فيصل ومشعل (دكتور) وبنات، 2) مضحي وزوجته بنت عبدالرحمن المعيصب ولديه خالد وأحمد وعبدالله وفهد وبنات، 3) بنت 4) بنت وتزوجها موسى ابن النوخذه عمران العصفور وقد سكنوا منطقة المطبه بالكويت قديماً، وأنجبت محمد وتوفاه الله، ولديه 4 بنات وهم ساكنون بمنطقة عبدالله المبارك بالكويت، و(5) بنت تزوجها محمد العوام وهو سعودي مقيم بالدمام ولديه عباس وعبدالرحمن وبنت.

سكن عبدالمحسن وأخاه مضحي بمنطقة خيطان بالكويت. ولقد عمل عبدالمحسن بن ملفي بن مضحي الدليمي مع عبدالله بن عبدالهادي الدليمي بوزارة الشئون بالكويت، وبعد سكنه بمنطقة خيطان مع أهله، انتقل إلى الدمام.

وكان عبدالمحسن ذو شخصية قوية وحافظاً للشعر والأدب والتاريخ وكان حافظاً لشعر عبدالرحمن بن دخيل المحطب "بوسليمان" الذي كان صديقاً لأهله قديماً ولعل أبرز قصائده "الألفية" وهي على القافية الرباعية. وله تسجيل فيديو نادر تم تصويره بالدمام في استراحة الضويحي عام 2000م/1420هـ يلقي فيه القصيدة كاملة.

توفي عبدالمحسن بن ملفي الدليمي عام 2009م/1430هـ بالدمام عن عمر يناهز 94 سنة. أما أخيه مضحي، فتوفي بالدمام أيضاً. رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته.


عبدالمحسن بن ملفي بن مضحي الدليمي، الدمام، 7-4-2000م/2-1-1421هـ


2) ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

تزوج ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي من سبيچه بنت إبراهيم بن عبدالحكيم السعد الملقبين بـ"العْچايلي" (سبيكه العْكايلي) وأنجبت عبدالهادي. وبعد وفاتها، تزوج من أختها (لا نعرف اسمها اذ كانت متزوجة من علي العاشور من قبل ولديها طيبه وخالد ومولود وحسين) وأنجبت سلمى (تم تسميتها نسبة لوالدته). وعلى هذا فإن عبدالهادي وسلمى إخوان على الأب.


عُرف ناصر بالشجاعة والكرم وكان هو من يدير أموال والده. وبعد فترة حصل خلاف في أسلوب إدارة الأموال، فقام والده بتسليم الشئون المالية لأخيه الصغير عبدالله. وفي عام 1917م/1335هـ، قرر ناصر ترك الزبير والذهاب إلى الشام. ومكث بالشام لمدة 5 سنوات حيث انضم بعدها إلى الصفوف العربية المقاومة ضد الفرنسيين. وبعدها حاول أن يمارس التجارة بين الشام والأردن وكان هذا مخالفاً للقانون العسكري فتم مخالفته ووضعه بالحجز. وأثناء تواجده بالحجز العسكري، قال قصيدته المشهورة "دولاب قلبي هيّض الجيل وابديت" والتي تتكون من 32 بيتاً، ولقد صاغها مخاطباً والده "مضحي" جراء عتب وشرهة بين الشاعر وأخيه "عبدالله". ويذكر بالقصيدة أسماء الرجال المقربين له من عائلة الدليمي وهو في شوقٍ وحسرة وفراق وأنين للأهل والوطن. لقراءة القصيدة كاملة، اضغط هنا.

ترك ناصر بن مضحي الشام عام 1921م/1339هـ وتوفي عام 1964م/1383هـ.

أما فيما يتعلق بأبنائه عبدالهادي وسلمى، فعبدالهادي بن ناصر كان رجلاً شاعراً ومهتماً بالأدب وطيباً وكريماً لأبعد الحدود.

تزوج عبدالهادي من امرأتين:

الأولى هي: عائشه بنت فهد الدلامه وأنجبت له ولداً واحداً هو عبدالله بن عبدالهادي (وزوجته بنت مصطفى بن محمد الحمد المجرن) ولديه 1) ناصر (وأبنائه عبدالله ومحمد وعبدالعزيز) و2) عبدالهادي (وأبنائه ناصر وفيصل)، وجميعهم مقيمون بالكويت.

وعائشه ولدت في سنة 1928م/1346هـ حسب البطاقة المدنية الكويتية (قد تكون أكبر بقليل). أما ابنها عبدالله، فقد ولد عام 1943م/1361هـ حسب البطاقة المدنية الكويتية. ويَعتقد عبدالله بن عبدالهادي بأن هذا التاريخ غير دقيق وأنه أكبر من هذا التاريخ. (بعد طلاقها من عبدالهادي تزوجت عائشه بنت فهد من أحمد الساكت (الساچت). وبعد وفاته، تزوجت أحمد الحملي).

أما الثانية، فهي هيا بنت عبدالرحمن الغوينم.

ونقلا عن لولوه بنت مضحي بن ملفي الدليمي فإنه وبعد 40 يوماً من ولادة عبدالله بن عبدالهادي، تزوج والده (عبدالهادي) من هيا بنت عبدالرحمن الغوينم، وأنجبت مضحي وسيحان (وهما سعوديا الجنسية. أما مضحي فقد ترك الزبير واستقر بالكويت عام 1956م/1375هـ ومن ثم انتقل إلى الدمام بالسعودية مع أسرته وزوجته هي بنت عبدالرزاق المعيصب ولديه 1) ناصر (أبنائه بدر وعمر وسليمان ومحمد) و2) بدر (ابنائه ناصر ونايف) و3) عبدالهادي.

أما سيحان بن عبدالهادي، فهو سعودي الجنسية ومقيم بالكويت وهو وأخيه عبدالله "عدايل" (أي متزوجان نفس الأخوات). فهو متزوج من بنت مصطفى بن محمد الحمد المجرن ولقد توفيت رحمها الله يوم الخميس الموافق 14-5-2014م/15-7-1435هـ عن عمر يناهز 63 عاما. لدى سيحان 4 أبناء بالترتيب: 1) إبراهيم، 2) أحمد (ابنه سعود)، 3) عبدالله، و4) ناصر.

طلّق عبدالهادي بن ناصر هيا بنت عبدالرحمن الغوينم، وعلى أثره تزوجت هيا من منصور العواد وأنجبت علي وتوفيق وابنتين. وواحدة من بناته موجودة بالكويت والمتبقين بالسعودية.

عبدالهادي بن ناصر بن مضحي الدليمي – الكويت 1960م/1379هــ مضحي وأخيه عبدالله أبناء عبدالهادي بن ناصر بن مضحي الدليمي – خيطان، الكويت 2014م/1435هــ


أما سلمى بنت ناصر بن مضحي فقد تزوجها في البداية رجل اسمه سعد الطْرِفي (نسبة إلى منطقة الطَرَف بالأحساء) وكان صقّار (مهتم بالصقور) وأنجبت له ولداً وبنتاً وتوفاهما الله. وبعد وفاة سعد الطْرِفي، تزوجت سلمى من محمد بن ناصر الغيلان وأنجبت ماجد وعامر وناصر وبنت وهم موجودون بالدمام باستثناء ماجد فهو موجود بالرياض. وناصر بن محمد الغيلان هو مسئول بلجنة الإغاثة بالسعودية.

وفي آخر أيامها، تعبت سلمى بنت ناصر بن مضحي وفقدت بصرها وتوفيت رحمها الله بالسعودية.

وناصر بن محمد الغيلان هو أخ جاسم المتزوج من فاطمه بنت سالم بن إبراهيم بن ثنيان الدليمي.

3) مريم بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

تزوجت مريم من راشد المضحي وأنجبت محمد ووضحه. ومحمد بن راشد المضحي سكن بمنطقة الرقة بالكويت ومتزوج من عائلة الحمدان القْرُوية بالفنطاس بالكويت. أما وضحه فتزوجها محمد العساف (أهل نجد) وأنجبت 5 بنات. وبعد وفاته تزوجت من رجل آخر.

4) لولوه بنت مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

تزوجت لولوه من ثلاثة رجال:

(1) عبدالكريم بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي وطلقها ولم تنجب منه. و(2) عبدالله الهويمل وأنجبت له يوسف إذ تم ذكره بقصيدة ناصر بن مضحي الدليمي بالبيت الذي يقول: (يوسف عنالي طلعة الشمس بالبيت...ماهُو على قَضْـــي اللِّوازم مْهوني). ولقد تزوج يوسف بن عبدالله الهويمل من بنت موسى العوهلي. وقد توفي يوسف قبل والده بالزبير أما والده عبدالله فلقد توفي بالسعودية. وبعد طلاقه من لولوه، تزوج عبدالله الهويمل من شيخه القْرَين (أخيها أحمد) وأنجبت حمد و3) فهد بن سلمان بن محمد وأنجبت عائشه ووضحه.

وعلى هذا فإن أبناء لولوه بنت مضحي الدليمي هم 3 بالترتيب: يوسف الهويمل وعائشه ووضحه بنات فهد بن سلمان بن محمد.

5) عبدالله بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

تسلّم عبدالله زمام الأمور التجارية المتعلقة بأموال والده بعد أخيه الكبير ناصر. إذ تزوج عبدالله بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي من فاطمه بنت عبدالله المزيِّن (أو كما يُلَقبون بـ"المزاينه" جمع "المزيِّن").

أنجبت فاطمه المزاينه ابنة واحدة من عبدالله بن مضحي وهي: حصه بنت عبدالله بن مضحي (الملقبة بـ"المضحي" بالثبوتية الرسمية) زوجة مبارك بن عبدالكريم بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (وحصه بنت عبدالله جدة الباحث وصاحب الموقع طلال بن عبدالله الدليمي على الأم ولدت عام 1925م/1343هـ ، ولقد توفاها الله بتاريخ 27-3-2013م/15-5-1434هـ عن عمر يناهز 88 سنة في منطقة سلوى بالكويت).

وبعد وفاة عبدالله بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي، تزوجت فاطمه المزاينه من مصطفى الدايل وأنجبت منه: 1) مصطفى (مكرر) وزوجته أمل الجويسر، و2) أمينه وزوجها صالح الجاسر، وهم مقيمون بالرياض.

والدة فاطمه بنت عبدالله المزاينه هي لولوه العَوده ويُلَقبون بـ"الحَمُّوه" بالزبير. والمزيِّن "المزاينه" هي نفس عائلة المطرب الكويتي المعروف/ عبدالكريم عبدالقادر (عبدالكريم حمد عبدالقادر المزيّن (ويكيبديا).

6) نوره بنت مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

تزوجها رجل من عائلة الحَمُّوه بالكويت.

"قصر مضحي" وممتلكاته بعد وفاته:

توفي مضحي بن ملفي في سنة 1920م/1338هـ، إذ كان يعاني من مرض الشيخوخة. وبعد وفاته، وَرِث الأبناء الحلال، ويقال بأن المال لم يُستثمر بالشكل الصحيح، فذهب الحلال وذهبت الأملاك والقصر والمزارع والخدم!.

أما "قصر مضحي" الواقع بمنطقة "الرافضيه" ببر الزبير، فلا نعلم عنه الكثير سوى أن القصر مازالت آثاره باقية إلى الآن وخلفه توجد محطة بنزين تسمى "شِيشَة مضحي".

إذا ما قارنا قصر مضحي بقصور وڤلل اليوم، فإن قصره الواقع بوسط الصحراء يبدو متواضعاً إلى حدٍ ما. ولكنه في الحقيقة كان قصراً ذا قيمة فعلية بحجمه وشكله ونمط حياة من سكن به مقارنة بالبيوت وأنماط حياة الناس في ذلك الوقت.

ذهبت ثروة مضحي بن ملفي الدليمي، لكنه ترك أجيالاً من بعده اشتهر صيتها بفضله.

رحمك الله يا "بوملفي" وأسكنك فسيح جناته.

2) شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

هو الابن الثاني لملفي بن عبدالهادي الدليمي.

تروي غنيمه بنت شريان الدليمي (1855-1949م/1271-1368هـ) لأحفادها بأن "نْطاع" كانت بلدتهم حيث كانت مرابعهم ومنازلهم وإبلهم أيضاً. إذ تقول: "عندما كنت في الرابعة من العمر ذهبنا (هاجرنا) لننضم إلى قصر "عمي مضحي" بمنطقة "الرافضيه" ببر الزبير".

تزوج شريان من ابنة عمه الخليصه ساره بنت محمد بن عبدالهادي الدليمي وأنجبت له 1) غنيمه المعروفة باسم "غَنْمه" أو لاحقاً باسم "أمنا غَنْمه" و2) هيا و3) أحمد.

وحين انضم شريان إلى أخيه مضحي من بلدة نْطاع إلى "قصر مضحي" بمنطقة الرافضيه ببر الزبير، كانت أعمار أبنائه: غنيمه: 4 سنوات، هيا: 3 سنوات وأحمد: سنتين.

تقول غنيمه بنت شريان بأنها عندما كانت في الرابعة من العمر، كان "عمها ثنيان" يغني لها وللبنات الصغيرات عند البئر ببلدة نطاع. إذ يقمن البنات بترديد هذه الأهزوجة معه (وهي من التراث) إذ تقول:

حدِيده بنت ماوِّيه عليها صوَغ جدتهـا
أبوها ساكن البدع وأمها شيخة النْعيَريه

(سمعناها أيضاً: حديده بنت ماوِّيه عليها صوغ (من) الذهب)

*الأسطورة تقول بأن "حديده بنت ماوِّيه" هي من الجن. و"البدع والنعيريه" منطقتان بشمال شرق السعودية بالقرب من بلدة نْطاع.

كما كانت غنيمه تتغنى بأغنية أخرى عند بئر الماء مفادها "يا نْطاع يا ديره يا صغيره.."

ولديها قصيدة يُذكر منها بيت مفاده: "يا وَجـْدي.. على من خلّى نْطاع واَهَلَه"
(وجدي تعني حسرتي. وخَلّى تعني ترك).

تركة شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

أولاً: غنيمه بنت شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي (1855-1949م/1271-1368هـ)

وُلدت غنيمه بنت شريان ببلدة نْطاع عام 1855م/1266هـ (تقديرياً)، وفي سن الرابعة انتقلت هي وأهلها لينضموا إلى عمها مضحي ببلدة الرافضية ببر الزبير. والدتها هي ساره بنت محمد بن عبدالهادي الدليمي.

تزوجت غنيمه من رجلين: الأول اسمه عبدالله الدليمي وذلك أثناء إقامتها بقصر عمها مضحي بمنطقة الرافضيه. وأنجبت من عبدالله بنتاً وولداً وهما 1) شريفه و2) سعود توفاهما الله أثناء غياب والدهما عبدالله بالسفر وهما صغار (قامت لاحقاً بتسمية أبنائها من زوجها الثاني بـ"شريفه وسعود" نسبة إلى أبنائها الأوائل).

يقال إنه تم تكليف زوجها الأول عبدالله من قبل سلطان عُمان (وبتوصية من العَون حاكم الزبير آنذاك)، وقالوا "راح عبدالله عند السيد بعمان" (والسيد أي السلطان). وفعلا ذهب إلى عُمان مع شخص من عائلة الحسينان وبصحبتهما 100 رجل. ويقال إنه غاب عن زوجته مدة طويلة. ويقال أيضاً أنه تزوج هناك وأنجب أطفالا. ("عمان" أو "بر عمان" هي امتداد لسلطنة عمان والتي كانت تشمل أجزاء من الإمارات والساحل الجنوبي والساحل الشرقي للخليج العربي).

وهناك قصة طريفة تُروى عن زواجها من عبدالله، إذ كانت غنيمه وبحكم الشرع طليقته وذلك بسبب غيابه لسنوات طويلة. وعند رجوعه من السفر، أراد الزواج منها مرة أخرى. إلا وإن الشيخ/ بن جامع (بن جامع أهل نجد) رفض ذلك. إذ يشترط في حالتها أن تتزوج المرأة ويتم طلاقها ليتسنى لها الزواج من طليقها الغائب وعلى هذا يُسمح لها بالزواج من عبدالله مرة أخرى.

في ذلك الوقت، كان قد تقدّم رجل آخر لطلب الزواج منها. إسمه مبرك بن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الدليمي (عُرف لاحقاً باسم "مبارك" راعي الكويت. أصوله من بلدة اليمامه بالخرج). كان مبرك طويل القامة، قوياً ووسيما، وكان يسكن الكويت آنذاك ويعمل بمهنة مْجَدِّمي (مساعد نوخذه) لدى النوخذه "الرومي".

والنية كانت أن يتزوجها (مبرك) على أن يطلقها في اليوم التالي لتصبح حليلة لزوجها الأول (عبدالله) وهذا شرط الشرع. إلا وأنه وبعد يوم من زواج مبرك لها، أفسد خطتهم ورفض الطلاق منها وكانت الموافقة من الطرفين. واستمر زوجاً لها حتى توفاه الله بالكويت.

أما زوجها الأول عبدالله، فيقال أنه ذهب إلى عمان مرة أخرى وعاش بها حتى مات.

وبعد زواج "مبارك راعي الكويت" منها، وأثناء تواجده بالزبير، اشترى مبارك لغنيمة بيتاً كهدية زواج لها وسجله باسمها في منطقة الزهيريه بالزبير، ومن ثم عاد بها إلى الكويت، مقر إقامته.

أنجبت غنيمه من زوجها بالكويت ثلاثة أولاد وبنتاً وهم بالترتيب: 1) عبدالكريم (وهو من ولادة قرية الفنطاس بالكويت) و2) سعود و3) عبدالعزيز و4) شريفه وهم من ولادة شرق (الحي الشرقي بالكويت) بمحلة (فِرِيج) الزهاميل. (تمت تسمية شريفه وسعود نسبة لأولادها المتوفين من عبدالله زوجها الأول). (انظر إلى تفاصيل أبناء غنيمه بنت شريان وزوجها بالقسم الخاص بـ"الدليمي- الكويت وقطر").

(يُذكر بأن غنيمة ولدت 11 طفلاً من زوجيها، لم ينجى منهم إلى 2 من زوجها الأول وتوفوا وهم صغار و4 من زوجها الثاني وهم المذكورين أعلاه).

عاشت غنيمه مع زوجها مبارك وأولادها بالكويت لفترة طويلة إلى أن كبر أبناؤها وركبوا الغوص والسفر. وعند وفاة زوجها بالكويت قام ابنها الأكبر عبدالكريم ببيع بيت والده أثناء غياب إخوته فزعلت على تصرف ابنها وقررت الرجوع إلى أهلها بالزبير. وفعلاً، ذهبت لتنضم إلى أهلها ولحقها أبناؤها. كان يمكث أبناؤها شهرين بالزبير و10 شهور بالكويت حيث معيشتهم وغوصهم وسفرهم ودراستهم وعملهم وأصدقائهم.

عند تواجدها بالزبير، أصبح لديها مدرسة تدرس القرآن والكتابة لبنات ونساء الزبير. وتتلمذ على يدها الكثير، بالإضافة إلى ممارستها لعلوم الطببابة وتدريسها. وكانت تعمل كل هذا دون أجر طالبة ابتغاء وجه الله. وكانت تمشي بالساعات بالحر والمطر والظروف القاسية برفقة أحفادها لتُولِّد النساء وتعالج الناس وتساعدهم وتعتني بهم.

كانت طيبة وكريمة وبيتها مفتوح للكل، وكانت شاعرة وأديبة ومهتمة بالأدب والتاريخ ووّرثت حبها للأدب والشعر والثقافة إلى أبنائها.

هي من ربت وعلّمت وضحه بنت سلمان بن محمد الدليمي "أُمْنا وضحه" أصول الدين وعلوم التطبيب (تزوجت وضحه ابنها عبدالكريم لاحقاً). وعلى أثره قامت وضحه بتدريس أصول الدين وعلوم التطبيب أيضاً لابنتها فاطمة بنت عبدالكريم بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (المعروفة بالمطوعه فاطمه أو "المُلات").

علّمت غنيمه بنات وأبناء عائلتها والمقربين لها لغة سرية خاصة (رطِينه أو رَطْنه) يتداولها أبناء العائلة بين بعضهم البعض دون أن يفهمهم أحد. يطلق على هذه اللغة بـ"لغة الإعراب" والتي لا يعرف جذورها أحد. واليوم هي لغة شبه انقرضت يتكلمها ويفهمها القليل (الباحث هو من جيل الشباب الوحيد الذي يعرفها).

لها قصص طريفة، فكانت رحمها الله تكره الحمير. وفي مرة اشترى حفيدها مبارك بن سعود حمارين وكان سعيد بهما هو وأخوه عبدالله. فنظرت إلى أحفادها، وقالت كلامها المشهور:

واحدٍ رزقه حَد الكوت
وواحدٍ رزقه خيرٍ واجد
وانتوا رزقكم حْمَيرٍ يموت..
خليكم يا عيالي على إبن زِمَّير

(الزِّمِّير: هي السمكة الجرداء النحيفة عديمة الفائدة)

ومن شِعرها وهي على جال البحر بالكويت مودعة ابنها سعود أثناء ذهابه إلى الغوص، وبصحبتها حفيدها "عبدالله" ابن سعود الصغير الذي تلقبه بـ"عبيد"، وهي تبكي وتقول:

شرح المفردات:
(أبآهِل: سأذرف أو تهل*عبرتـي: دمعتي*بُوك: والدك*شيّالٍ: حاملٍ*ثِجيلها: ثقيلها*ضيجـه: ضيقه*يْقلِّط: يكرم الضيف)

وفاة غنيمه بنت شريان الدليمي:

خلال فترة عمل (حفيدها) عبدالله بن سعود بن مبارك الدليمي بشركة ارامكو بالسعودية ما بين 1946-1952م/1365-1371هـ، أتاه خبر فاجع ومؤلم أثناء ذهابه من منطقة راس تنوره إلى الظهران في سنة 1949م/1368هـ، إذ قام إبراهيم العْمر السويدان بإبلاغ عبدالله بن سعود الدليمي عن وفاة جدته غنيمة بالزبير. وعند وفاتها، يَذكر السويدان، بأنه حين تم دفنها، امتلأت مقبرة الزبير بالحاضرين للتعزية. وأنه تم إغلاق سوق الزبير وكانت وقتها صلاة الجمعة وجميع خطباء المنطقة تكلموا عنها بالخطبة باكين حزناً على وفاتها. وذكرها الشيخ "بن سند" أثناء الخطبة قائلاً "إن الزبير خسرت عَلَماً من أعلامِها" فأبكى الجميع لامرأةٍ كانت والدة للجميع.

لقد كانت غنيمه بنت شريان أول همزة وصل في التصاهر ما بين "دليمي الخرج" و"دليمي نطاع والزبير"، وتم هذا في عام 1875م/1290هـ وذلك من خلال زواجها من مبارك (مبرك) بن عبدالعزيز الدليمي (راعي الكويت).

ومن خلال قراءتي لتاريخ عائلة الدليمي عن كثب، أقول باختصار بأن غنيمه بنت شريان الدليمي هي أهم امرأة بتاريخ الدليمي على الإطلاق. فزواجها من مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (راعي الكويت) والخرج، كان انطلاقة عظيمة لبدء تصاهرات أسرة الدليمي بشبه الجزيرة العربية وتقربها من بعضها البعض. فبعد وفاة زوجها، تكفلت غنيمه بتربية أبنائها وأحفادها وورّثتهم الطيب والكرم والتواضع وحب الشعر والأدب والثقافة. علّمت نساء الدليمي علوم الدين والطبابة لخدمة مجتمعهم ابتغاء لوجه الله. كما قامت بإدخال "لغة الإعراب" المُركبة وتعليمها نساء وأبناء الدليمي وهذا بحد ذاته إنجاز لغوي عظيم. خلقت لها سمعة قبل وبعد وفاتها ببلدة الزبير وبين أهلها ومن عرفها وذلك من خلال مساعدتها للناس وتواجدها لراحة من حولها طوال الوقت دون كلل أو ملل.

فلولاها رحمها الله، لما استطعت أن أكتب هذا البحث لأن كثيراً من المعلومات الموجودة به نَقَلتها لأحفادها، وبدورهم قاموا بنقلها لي.

اسمها مازال يُخلّد بيننا اليوم، إذ تمت تسمية الابنة الكبرى لحفيدها مبارك بن سعود بن مبارك الدليمي بـ"غنيمه" تيمناً بها.

رحمك الله يا "أمنا غَنْمه" وأسكنك فسيح جناته.

ثانياً: هيا بنت شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

هي البنت الثانية بعد أختها الكبيرة غنيمه. تزوجت هيا من رجل يدعى "بن مِخْلال" لمدة 28 عاماً وهو بدوي ولم تنجب منه (قد تكون نفس عائلة المخلال بالإحساء). ولقد أخذت لقب المخلال ودرج عليها اسم "هيا المخلال". وكانت لحالها في معظم الأوقات، وكونها لم تنجب أبناءً، قامت بتربية ابنتي أخيها "أحمد" وهما لولوه وحصه إلى أن تزوجتا. يلقبها أبناء سعود بن مبارك الدليمي بـ"يمه خاله"!.

تُوفيت رحمها الله بنفس فترة وفاة زوجها.

ثالثاً: أحمد بن شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي وتركته

أحمد بن شريان هو الأخ الأصغر لغنيمه وهيا. لديه ابنتان: 1) لولوه و2) حصه. وقبل وفاة والدهم، أوصى أحمد بن شريان من ابن أخته "غنيمه" سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي أن يشرف على تربية ابنتيه لولوه وحصه والاعتناء بهما.

وبعد وفاة أحمد بن شريان، نفّذ سعود بن مبارك وصية خاله؛ إذ أشرف على تربية ابنتي خاله لولوه وحصه. وسبحان الله، فهاتان البنتان اليتيمتان أنجبتا ذرية كبيرة وصالحة ومتشعبة فتحت أبواباً وآفاقاً جديدة من المصاهرات لعائلة الدليمي.

الأولى: لولوه بنت أحمد بن شريان بن ملفي الدليمي

قام سعود بن مبارك الدليمي بتزويج لولوه بنت أحمد بن شريان إلى صديقه عْمّر علي العامر آل علي الدوسري (الملقب بـ"أبونا عْمَر") وأنجبت 1) بدريه (تزوجت أولاً من عبدالعزيز البديوي ومن ثم سعد الجمعان وكلاهما من الدواسر)، 2) قماشه (تزوجت من حسين علي الياس ويعرفهم الناس بـ"الشْبَيْبي" وهو لقب والدتهم)، و3) أحمد، وتمت تسميته على جده والد أمه (وأحمد عْمَر العامر هو المخرج الإذاعي بوزارة الإعلام الكويتية المعروف وعمل بالتمثيل أيضاً وزوجته بنت عبدالله الغريب).

وقبل أن يتزوج عْمَر من لولوه، كان بالبداية متزوجا من 1) حصه بنت ناصر بن عبدالعزيز الجعيَثن وأنجبت فاطمه (زوجة سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي). وبعد وفاة حصه الجعيَثن، تزوج عْمَر من أخت حصه الجعيثن على الأم 2) عايشه الغيلان وأنجبت: 1) علي (زوجته فاطمه بنت عثمان بن محمد بن علي بن سعد النعثلي (لقبوا بالنعثلي نسبة إلى بلدة النعاثل بالأحساء) و2) حصه (زوجها ناصر المبارك السهو) و3) لولوه (وزوجها محمد سليمان السالم أهل الجهراء - ويلقبون أيضاً بـ"السويلم"). وهذا يجعل (3) لولوه بنت أحمد بن شريان الدليمي آخر زوجة لعْمَر العامر الدوسري.

وعْمَر العامر آل علي الدوسري صديق لسعود بن مبارك بن عبدالعزيز بالغوص والسفر والحياة بشكل عام. ويعتبر شخصية مهمة في تاريخ أسرة الدليمي. فبعد مصاهرته مع أسرة الدليمي، فتح على بيت الدليمي أنساب وأسماء جديدة من الجدات والخالات والأنساب كأسرة الجعيثن والغيلان والعامر آل علي وكلهم من الدواسر. وهو من أَدخل أسرة الدليمي النجديه بعوائل الجهراء ومنهم عائلة السالم (السويلم) الكريمة ومنهم شاعر "الحرب" المعروف "فالح سليمان السويلم". وقائمة الأنساب والأسماء التي تركها عْمَر العامر الدوسري مُشرِّفة وطويلة من بعد وفاته سنة 1965م/1384هـ وقد تم دفنه بمقبرة الصليبيخات بالكويت بالقرب من قبر المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت السابق.

يتواجد أحفاد وأولاد عمر العامر آل علي الدوسري اليوم ما بين الكويت والسعودية.

الثانية: حصه بنت أحمد بن شريان بن ملفي الدليمي (1904-1984م/1322-1404هـ)

وُلدت حصه بنت أحمد بن شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي بالزبير عام 1904م/1404هـ (حسب البطاقة السعودية)، فزَوّجها سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي الذي أشرف على تربيتها إلى شقيقه عبدالعزيز بن مبارك الدليمي، وأنجبت له ولداً و3 بنات وكلهم توفاهم الله، وهم:

1) عبدالله، وهو بنفس سن مبارك بن سعود الدليمي (ابن عمه)، 2) شريفه، وهي بنفس سن عبدالله بن سعود الدليمي (ابن عمها) وتوفت وعمرها 15 سنة، 3) هيا (رضعت مع بدرية الغوينم زوجة فهد بن عبدالمحسن الدليمي) وتوفت في سن السادسة و4) ساره.

أشرف مبارك وأخيه عبدالله أبناء سعود بن مبارك الدليمي على دفان شريفه بنت عبدالعزيز الدليمي (ابنة عمهما).

طلّق عبدالعزيز حصه، وعلى أثره، تزوجت من رجل اسمه صالح لا نعرف اسم عائلته. ودام زواجهما أقل من سنة ومن ثم طلقها ولم تنجب له ذرية.

أما زوجها الثالث فكان من عبدالمحسن بن فهد بن عبدالرحمن الدليمي، وكانت زوجته الثالثة بعد زواجه من شريفه بنت مبارك بن عبدالعزيز الدليمي ونوره بنت يوسف الحمود (عمها الشيخ عبدالله الحمود). وأنجبت من عبدالمحسن بن فهد بن عبدالرحمن الدليمي ولدين وبنتاً، وجميعهم ولدوا بمنزل والدهم بحي المِجصّه بالزبير، وهم عبدالرحمن وفاطمه وأحمد:

1) عبدالرحمن (ولدُ عام 1943م/1363هـ) وزوجته بنت أحمد الغوينم ولديه 5 أبناء وبنت.

2) فاطمه (وُلدت عام 1946م/1365هـ). وتم تسميتها نسبة لخالة والدها "فاطمه بنت عيسى الرويشد".

بعد وفاة والدها في الزبير عام 1964م/1383هـ، قام أبنائه عبدالرحمن وأحمد بالتنازل عن المنزل لصالح أختهم فاطمه التي قررت العيش بالزبير مع زوجها غنام الغوينم بالوقت الذي هاجر به الأبناء ووالدتهم إلى الكويت في السنوات 1965/1966م-1384/1385هـ ولاحقاً إلى الدمام بالمملكة العربية السعودية حيث مقر إقامتهم اليوم وإقامتها هي أيضاً مع زوجها وأبنائها.

تزوجت من غنام الغوينم ولديها ولدين و4 بنات.

3) أحمد (ولدُ عام 1943م/1363هـ) وزوجته بنت خالد الغوينم ولديه ولدين وابنتين.

عُرِف عن أحمد الهدوء والطيب والسماحة والورع. وفي آخر أيامه عاش صراعاً مع مرض السكر والضغط، فتوفاه الله بالدمام عام 2011م/1433هـ.

رحمك الله يا عم أحمد وأسكنك فسيح جناته.


عبدالرحمن (يمين) وأخيه أحمد (يسار) أبناء عبدالمحسن بن فهد الدليمي – الدمام، 2010م/1431هـ


كانت حصه بنت أحمد بن شريان الدليمي، قصيرة القامة وكانت امرأة طاهرة وطيبة، ولقد ورّثت الطِيب لأبنائها. كانت تُلقب بـ"أم رْحُوُمي" (أم عبدالرحمن) لسببين: الأول هو تصغيراً لاسم ابنها الكبير "عبدالرحمن"، والثاني لأنها رحيمة القلب.

كانت تعلم القرآن وأصوله للبنات مع أختها لولوه. وكانت تساعد المطوعه/ فاطمه بنت مبارك بن عبدالكريم الدليمي (المُلاّت) في التدريس والتطبيب وعمل الخير. وكانت كما يقولون عنها: امرأة "من حمام مكه" ولا يجف لسانها من ذكر الله والتسبيح بآياته. ولعل أشهر جملة كانت ترددها هي "الله كريم" إلى أن ارتبطت الجملة بها. وإن ضاقت بها الأمور، قالت: "الله كريم، ولا بعد صَك بابه" (أي أن باب الله مفتوح ولم يُقفل).


مصحف حصه بنت أحمد بن شريان الدليمي رحمها الله


تم تعرضها لِلَسعة عقرب بِقدمها 3 مرات، وكانت كل مرة تنجو منها بفضل الله. وكان المعالج يستخدم أسلوب العلاج التقليدي القديم للتخلص من السم وهو أولاً قتل العقرب إن تم العثور عليه، ومن ثم يتم قراءة القرءان عليه وعلى المنطقة المتضررة وبعدها يُحبس السم بإصبع واحد ومن ثم طرده شيئاً فشيئاً إلى أن يخرج السم من إصبع القدم كلياً. وهذا ما حصل معها للتخلص من سم العقرب.

تركت الزبير كما ذكرنا سابقاً واتجهت للكويت هي وأبنائها في السنوات 1965/1966م-1384/1385هـ باستثناء ابنتها فاطمه التي قررت المكوث بالزبير مع زوجها غنام الغوينم. وبعد إقامتها بالكويت بمنطقة خيطان ذهبت هي وأسرتها واستقرت في الدمام بالمملكة العربية السعودية.

يُذكر أن حصة حَمَلت أكثر من 15 مرة. منهم من وُلد ومات صغيراً ومنهم من عاش ومنهم من أجهضتهم. وأحد أسباب إجهاضها هو خلل في القلب. ويقال إن "المقبرة امتلأت من أبناء حصه بنت أحمد بن شريان الدليمي". إلا أنها لم تتوقف عن الصلاة ودعاء الله ليلاً ونهاراً لكي يرزقها الله بِوَلد. وكانت قد نذرت إن رزقها الله بطفل، فإنها ستصوم الدهر كله من اليوم الذي سيلد به الطفل حتى أن يقضي الله أمرها. وبالفعل وبعد أن أنجبت ابنها عبدالرحمن، لم تتوقف عن الصيام حتى تعبت في آخر أيامها وطلب منها الدكتور أن تقلل أيام الصيام لكي تحافظ على صحتها. فقررت أن تعوض عدم قدرتها بالصيام في إفطار صائم لوجه الله عن كل يوم لم تصمه حتى توفاها الله في الدمام بالمملكة العربية السعودية عام 1984م/1404هـ.

قامت حصه بنت أحمد الدليمي بإرضاع الكثير من الأطفال ومن هؤلاء لا الحصر: محمد العيَبان – حميد العون – كميله يعقوب السَبِع – عايده الضويحي – بدريه الغوينم (زوجة فهد بن عبدالمحسن بن فهد الدليمي رحمه الله).

رحم الله حصه بنت أحمد بن شريان الدليمي وأسكنها الله فسيح جناته.

3) ثنيان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

هو الابن الثالث لملفي بن عبدالهادي الدليمي.

نعتقد بأنه ولد في منتصف 1800م/1214هـ في بلدة نْطاع، وتوفي في بداية 1900م/1317هـ في الزبير.

ذُكر اسمه بشجرة العائلة التي رسمها الجد عبدالكريم بن مبارك الدليمي، إذ ذَكر اسم ثنيان وتحت الاسم تم ذكر الأسماء التالية (قد يكون بعضهم أبناءه) وهم: عبدالهادي (وابنته دلال) ولَيْلي (اسم رجل) والدليمي وإبراهيم وهَدبه وجَدله وسِتان (من الرقم "6").

لا نعلم إن كان اسم "الدليمي" التابع لثنيان هو اسمه الحقيقي أم كنية. إذ يقال بأنه تم نقل الإسم عند سماع شخص يناديه بـ"الدليمي" من قبل أحد الغاصة في المحمل (السفينة). إذ جرت العادة أن يُلقِّب أهل الغوص (الغاصة) بعضهم البعض بإسم العائلة وليس بالاسم الأول.

أما الاسم "سِتّان" فيقال إنه نسبة إلى الرقم "6": أي قد يكون المولود السادس. لا نعلم إن كان "سِتّان" هو اسم حقيقي أم لا. ولا نعلم إن كان هذا الشخص رجلاً أم امرأة.

يُذكر أن لديه أخت اسمها ثنوة (ثنوه وثنيان: من الثناء).

- تُلقبه غنيمه بنت شريان الدليمي (1855-1949م/1271-1368هـ) تارة بـ"أبوي ثنيان" (صفة الحاضر) وتارة بـ"عمي ثنيان" (صفة الغائب) إذ قديماً، عادة ما تُعطى صفة "الأب-أبوي" للعم الخليص. تقول غنيمه بنت شريان بأنها عندما كانت في الرابعة من العمر، كان "عمها ثنيان" يغني لها وللبنات الصغيرات عند البئر ببلدة نطاع. إذ يقمن البنات بترديد هذه الأهزوجة معه (وهي من التراث) إذ تقول:

حدِيده بنت ماوِّيه عليها صوَغ جدتهـا
أبوها ساكن البدع وأمها شيخة النْعيَريه

(سمعناها أيضاً: حديده بنت ماوِّيه عليها صوغ (من) الذهب)

*الأسطورة تقول بأن "حديده بنت ماوِّيه" هي من الجن. و"البدع والنعيريه" منطقتان بشمال شرق السعودية بالقرب من بلدة نْطاع.

- يلقبه سعود بن مبارك الدليمي ابن غنيمه (1880-1975م/1297-1394هـ) بـ"عمي ثنيان" (فهو فعلاً العم الخليص لوالدته).

- يلقبه مبارك بن سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي بـ"ثنيان ملفي الدليمي" أو "ثنيان الملفي".

- أما تركة ثنيان ومنهم لاحقاً إبراهيم، فيلقبه الناس تارة بـ"إبراهيم الثنيان" نسبة إليه أو "إبراهيم الملفي" نسبة لجده.

كان ثنيان شاعرا، إذ نظّم قصيدة جميلة عنوانها "إلى ضاق صدري" تتكون من 13 بيتاً يشرح ما في خاطره، ويذكر بعض أسماء عائلة الدليمي ومنهم: سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (1880-1975م/1297-1394هـ) وأحمد بن شريان الدليمي وهو خال سعود بن مبارك الدليمي، وعبدالهادي ابن الشاعر.

يقول مطلع القصيدة:
إلَى ضاق صدري وصار بالراس عَوماس
شبَيت نــــــــــاري فـــــــــي رفيع الحَمادي
وادْني ثـــــــلاثٍ فيهن الهَيل جِــــــــلاس
صَنْعــــة قْــــــــــريشٍ كِلِبُّوهن جْــــــــدادي

ويستمر الشاعر حتى يذكر لنا اسم ابنه "هادي" (عبدالهادي)، إذ يقول:

يِسلم لنا هــــــــادي ذرانـــــــــا عــــــــن الناس
يـــــــــــــــا بيتنا العالـي يــــــــا رفيــع العمادي

لقراءة القصيدة كاملة، اضغط هنا.

على هذا فإن الذِكر الوحيد لتركة ثنيان تم عن طريق سرد اسم "عبدالهادي" ابنه بالقصيدة. ولا توجد لدينا معلومات أخرى عن تركته باستثناء ابنه إبراهيم وتركته.

تركة إبراهيم بن ثنيان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي:

تزوج إبراهيم بن ثنيان الدليمي من موضي آل عيسى التويم وهم من نجد، وأنجبت له 4 أولاد وبنتين، وهم: 1) خليل (لديه ابراهيم وهو متزوج ولديه ابناء ولقد توفاه الله بالكويت) و2) سالم و3) عبدالرحمن و4) حسين و5) شيخه و6) فاطمه (ذُكرت أسماء البنات شيخه وفاطمه بشجرة عبدالكريم بن مبارك الدليمي ولا نعرف عنهم أي شيئاً).

عمل جميع أبناء إبراهيم بن ثنيان مع سعود بن مبارك الدليمي عندما كان سعود مسئولاً (فرمن) عن فريق عمل تابع لـ"تِشّاله" (سفينة شحن خشبية) يوسف أحمد الغانم لتكسير الصخر ونقل مواد البناء بمنطقة الصبية بالكويت.

يذكر أن جميعهم توفوا جراء الأعمال الشاقة بمنطقة الصبية.

أما عبدالرحمن، فقد سقط عليه "الدِركال" والسلة التي يُحمّل بها الحَصَم (الصلبوخ) ومات في لحظتها. (الدِركال عبارة عن حفرة عميقة بالأرض لاستخراج مواد البناء الأولية كالصلبوخ والرمل وغيرها).

وحسين، فقد كان يعبث بمسدس عثماني قديم وثارت عليه الطلقة بالخطأ وتوفي.

وسالم ظهرت بخشمه جرثومة تسمى بـ"الشَينه" وقضت عليه أثناء عمله بالصبيه بالكويت. وتذكر ابنته فاطمه بأنه توفي عندما كان عمرها 4 شهور أي في سنة 1944م/1363هـ.

وحسب علمنا فإن كل من عبدالرحمن وحسين ابني إبراهيم بن ثنيان الدليمي لم يرزقهما الله بأي ذرية.

أما سالم بن إبراهيم بن ثنيان الدليمي، فقد تزوج من نوره راشد البريَه (أخيها محمد) من محلة "دَيم خْزام" بالزبير ولديه ولد وبنتين: 1) عوَده (رحمه الله) و2) نوره (من امرأة أخرى) و3) فاطمه.

أما عوده بن سالم بن إبراهيم بن ثنيان الدليمي فكان رجلاً طيباً جداً ولكن في آخر أيامه كان يُفضِل العزلة، ولقد توفي بمنزل جدته (بيت آل عيسى التويم) بمنطقة الكُوت بالزبير وذلك مباشرة بعد وفاة والده وعمامه بمنطقة الصبية بالكويت إثر الأعمال الشاقة كما ذكرنا.

نوره بنت سالم بن إبراهيم الدليمي فقد تزوجت من شخص كويتي وعاشت معه بالكويت حتى توفاها الله وحسب علمنا فقد أنجبت ولد وبنت.

وفاطمه ولدت عام 1944م/1363هـ، وعندما كان عمرها 4 شهور، توفي والدها بالكويت كما ذكرنا ولقد قام على تربيتها خالها وأدخلها لتقرأ القرآن عند المطوعه وضحه وابنتها فاطمه الدليمي وحين كبرت تزوجت من جاسم بن محمد الغيلان وانتقلت معه إلى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية وأنجبت 5 أولاد و4 بنات (ناصر وسالم وراشد وابراهيم وسعود الذي تم تسميته على سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي رحمه الله).

ونذكر بأن جاسم بن محمد الغيلان هو أخ ناصر المتزوج من سلمى بنت ناصر بن مضحي الدليمي.


4) سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي وابنه برجس

هو الابن الرابع لملفي بن عبدالهادي الدليمي. لا نعرف عنه الكثير إلا أنه لاحقاً وبعد سنوات، تمت تسمية سيحان (الثاني) بن عبدالهادي بن ناصر بن مضحي الدليمي نسبة إليه.

زوجته فاطمه بنت محمد بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي، وأنجبت له برجس. وقد سكن هو وعائلته بقصر أخيه مضحي الواقع ببر الرافضية جنوب الزبير، ومن ثم اشترى منزلاً له بالقرب من مسجد القرطاس ببلدة الزبير. إذ يقول عبدالمحسن بن ملفي بن مضحي الدليمي رحمه الله بأنه عندما كان صغيراً كان يرسل لـ سَيحان الطعام في منزله الواقع بالقرب من المسجد.

يَذكر عبدالمحسن بن ملفي الدليمي الذي توفي رحمه الله بالدمام عام 2009م/1430هـ عن عمر يناهز 94 سنة أن سيحان كان يعمل مع خالد العون (شيوخ الزبير).

توفي سيحان بن ملفي الدليمي رحمه الله ببلدة الزبير.


برجس بن سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي:

هو الإبن الوحيد لـ سَيحان بن ملفي، ويلقبه البعض "برجس الملفي". لا نعرف تاريخ ولادته بالضبط لكن يُذكر بأنه كان أكبر سناً من عبدالكريم بن مبارك الدليمي رحمه الله الذي ولد عام 1875م/1291هـ.

ترك برجس الزبير واستقر بالكويت في أواخر 1800م/1214هـ.

كان فاتح البشرة ويتسم بطول قامته وقوته ووسامته. وكان لديه وفرة من المال وكان رجل كريم ومضياف.

تزوج برجس من امرأةٍ اسمها دَلال تُلقّب "دْليِّل". لا نعرف اسم عائلتها لكن يقال بأن خالها اسمه مشعان وهو بدوي.

لم يخُلِّف برجس له ذرية ولكن كانوا يلقبونه بـ"بوصالح".

بموجب الوثيقة العدسانية الخاصة بملكية البيت بتاريخ 15 رمضان 1321هـ/5-12-1903م، فقد اشترى برجس بن سيحان الدليمي منزلاً بقيمة 50 ريال فرنسي في الحي الشرقي (شرق) بمنطقة الصوابر (موقع عمارات الصوابر اليوم). والصوابر كانت تسمى "رَمَدان" قديماً (من الرَمد وهو المكان الذي يُحرق به الجِص للبناء). وبعدها تغيّر الاسم إلى "الحساويه" وأخيراً "الصوابر" (صيغة جمع عائلات الصابري من قبيلة العوازم).

كان بجوار منزل برجس حوَش للدِّبَش (حوش الغنم) وفي هذا الموقع كان برجس وعماله يحرقون الجِص ويبيعونه.

ويذكر راشد البّحوه رحمه الله والذي عمل لاحقاً بوزارة الشئون مع عبدالله بن عبدالهادي الدليمي وكان من أسرة متخصصة بالبناء قديماً بأنه كان يشتري الجص من برجس بن سيحان الدليمي وكان يعرفه تماماً.

ومن الجيران الذين سكنوا بالقرب من منزل برجس بن سيحان هم الحمّوه والياسين (الحساوية).

وكانت عائلة الدليمي تذهب لزيارته بشكل مستمر بالذات بعد موسم الغوص والسفر، ولعل أبرزهم عبدالكريم وسعود وعبدالعزيز أبناء مبارك بن عبدالعزيز الدليمي ووالدتهم "أمنا" غنيمه بنت شريان الدليمي. تَذكر "المطوعه" فاطمه بنت عبدالكريم بن مبارك الدليمي بأن والدها أتى بها على بعير (جمل) لزيارة منزل برجس.

توفي برجس بن سيحان الدليمي في بداية إلى منتصف 1900م/1317هـ عن عمر يناهز 103 سنة، وتم دفنه بمقبرة الصالحية (حديقة البلدية اليوم) بالكويت وحضر العزاء جميع أسرة الدليمي.

5) عبدالله بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي

هو الابن الخامس لملفي بن عبدالهادي الدليمي.

تزوج عبدالله بن ملفي من عائشه بنت عبدالمحسن الحميدان وعمها أحمد باشا الحميدان وهم من نفس جماعة رجل الأعمال الكويتي الجنسية نعمان عبدالقادر الحميدان (الكترونيات الحميدان بمنطقة حولي بالكويت). ونعمان الحميدان هو جار عبدالله بن سعود الدليمي بمنطقة الفيحاء قطعة 3 بالكويت.

أنجبت عائشه ابنة اسمها شريفه وتوفاها الله.

2-1: محمد بن عبدالهادي بن ملفي بن عبدالله الدليمي

هو أخ لملفي بن عبدالهادي الدليمي ولا نعرف اسم زوجته.

لديه من الأبناء ولد و3 بنات: ساره وفاطمة وسلمى. ويعتقد بأنهم من ولادة نْطاع ومن ثم نزحوا إلى بلدة الزبير.

أما ساره، كما ذكرنا، فتزوجها ابن عمها شريان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي، وأنجبت: 1) غنيمه المعروفة باسم "أمنا غَنْمه" و2) هيا و3) أحمد.

وفاطمه تزوجها سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي وأنجبت برجس الذي عاش ومات بالكويت عن عمر يناهز 103 سنة ودفن بمقبرة الصالحية (حديقة البلدية اليوم).

وسلمى ذكرناها سابقاً، فقد تزوجت من إبن عمها مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي، وأنجبت له ولدين و3 بنات، وهم بالترتيب: 1) ناصر، 2) مريم، 3) لولوه و4) عبدالله و5) نوره. وسلمى تعتبر الزوجة الثانية لمضحي. أما الأولى فكانت "عُظْمىَ" التي أنجبت له ابنه الكبير "ملفي".

سكنت سلمى مع زوجها مضحي بن ملفي بـ"قصر مضحي" الواقع بمنطقة الرافضيه ببر الزبير (كما ذكرنا سابقاً)، إذ عُرف عن سلمى الشعر والكرم والطيب والشجاعة. وكانت تكرم الضيف في حال عدم وجود زوجها، لأنه كان يذهب للبصرة يومياً. لها قصص كثيرة بالكرم والشجاعة (انظر إلى القسم الخاص بزوجها مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي في بداية البحث).

 
 
جميع الحقوق محفوظة الاتصال